الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الـمخرجة سلــمـى بــكـار: انا مع الفكر البورقيبي لـمـحـاربة الــرجعيـة

نشر في  17 أفريل 2018  (14:10)

حرية الـمرأة مهــدّدة إلــى الـيـوم

الدستور التونسي يضـمـن الـمساواة في الميراث

«الأنا» الأعلى للقيادات اليسارية أضرت باليسار

من الفن السابع والكاميرا و«أكشن» تصوير داخل الاستديوهات الى نقطة نظام ومداولات وفصول تحت قبة البرلمان، ومن الصوت والصورة الى الخطابات والبلاغات .. واليوم وبعد  انشغالها لمدة ثلاث سنوات بالعمل السياسي كنائبة بالمجلس التأسيسي، تعود المخرجة والمنتجة سلمى بكار لتصافح جمهورها  برابع فيلم في مسيرتها بعد  «فاطمة 75» و«رقصة النار» و«خشخاش»، ونقصد فيلم «الجايدة» هذا الفيلم الذي كتبت نصه سنة 2007، وأعادت كتابته سنة 2015، بعد أن «نقّحته» بتجربتها في عالم السياسة، سلمى بكار التي تواصل نشاطها السياسي اليوم كقيادية في حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، تعيش هذه الأيام على وقع النجاح الكبير الذي يحققه فيلمها «الجايدة» والذي قالت عنه إنه تحول الى ظاهرة اجتماعية في تونس بعد الاقبال الجماهيري غير المتوقع .
4 نسوة من طبقات اجتماعية ومستويات تعليمة مختلفة، لكل واحدة منهن قصتها، يجتمعن تحت سقف واحد، سقف العقاب بدار جواد، لا لشيء سوى لأنهن خلقن في مجتمع ذكوري يرفض الاستماع اليهن، مجتمع السلطة فيه الى الرجل دون سواه.
هي الزاوية التي اختارتها المخرجة سلمى بكار في «الجايدة»  لتسليط الضوء على جزء من تاريخ تونس قبل الاستقلال... زاوية وان كانت نسوية بامتياز فانها عكست ما عانته المرأة التونسية في تلك الحقبة التاريخية من اضطهاد واغتصاب لحقوقها..  تاريخ سعت سلمى بكار  صحبة عدد من زملائها النواب سنة 2012 الى عدم تكرره بسنّ فصول في الدستور الجديد تدافع عن مدنية الدولة وحقوق المرأة.
وبمنزلها في أحد مرتفعات حمام الأنف حيث نشأت وترعرعت وبقت وفية لهذه المنطقة، التقينا سلمى بكار ودار بيننا حوار مطول حول «الجايدة»، لكن حوارنا معها  لم يخل بطبيعة الحال من حديث في السياسة وأمور عديدة ندعوكم للاطلاع عليها ..

رغم صدوره منذ أشهر، فإن فيلم «الجايدة» مازال يلقى إقبالا جماهيريا واسعا، ويحظى باهتمام وسائل الاعلام، فما السرّ في «الجايدة»؟
من الصعب جدا أن يقيّم الشخص عملا خاصا به، لكن هذا لا يمنع أن أتساءل بدوري عن السرّ وراء نجاح «الجايدة» ، عموما أعتقد أنه اضافة الى قصة الفيلم التي جذبت الانتباه، خاصة أن «دار جواد» ليست معروفة،  هناك تميز الممثلين في أدوارهم، وتسلسل الأحداث بطريقة حرفية، لكن كل هذا لا يفسر حسب اعتقادي تحول الفيلم الى ظاهرة اجتماعية وهو ما جعلني بدوري اطرح عديد الأسئلة حول هذا الاقبال على الجايدة، صدقا لم أكن أتوقع أن يحقق فيلمي هذا النجاح.
ولماذ برأيك؟
أعتقد أن صدور الفيلم جاء في وقت يعاني فيه المجتمع التونسي من حيرة على جميع المستويات، خاصة الشباب منه، فأنا شخصيا لم أكن أتوقع أن يجد «الجايدة» اقبالا من قبل الشباب ويشد انتباههم لكن حصل ما لم أكن أتوقعه، وهو دليل على أن «الجايدة» حمل معه جزءا من إجابات على أسئلة  مطروحة اليوم خاصة تلك المتعلقة بالهوية والماضي، إضافة الى أن حديث الفيلم على المخاطر التي تهدّد الحريات وخاصة حرية المرأة مازلت قائمة الى يومنا هذا، وهو ما دفعني الى اعادة كتابة النص وربطه بالمخاطر التي كانت تهددنا سنة 2012، وهو ما دفعني ايضا الى تمرير المشهد الأخير الذي تناول مداولات المجلس التأسيسي وهكذا تكون قصة دار جواد  غير مسقطة على ما عشناه بعد الثورة، بما أن المخاطر التي كانت تهدد المرأة في تلك الحقبة مازلت قائمة ويجب ان يستمر دق النواقيس حتى نعرف كيف نحافظ على مكاسبنا أمام كل التهديدات والأفكار الظلامية .
ما الذي دفع سلمى بكار الى الحديث عن نساء «دار جواد« تحديدا واليوم؟
انطلقت في كتابة السيناريو سنة 2007، وفي سنة 2010، تلقيت الدعم، ثم انشغلت بعالم السياسة وبعودتي الى السيناريو سنة 2015، وجدت أن قصة الفيلم في علاقة مباشرة بالأحداث التي عشناها سنة 2012، وهو ما دفعني الى اعادة كتابة النص، والبحث مطولا في القوانين التي كان معمولا بها في الخمسينات وكيف كانت تحاكم المرأة وفقا للمحكام الشرعية والمذاهب، وهنا وجدت همزة الوصل بين ما كان يطبق آنذاك وبين محاولة البعض بعد الثورة فرض الشريعة كقانون، تذكرت كيف شعرت بالخوف على مكاسبنا وكيف دافعت بشراسة ضدّ محاولات فرض الأفكار الرجعية من جديد، وهو ما جعلني أخلق شخصية الطفلة سلمى التي لم تكن تعي في الماضي بكل المخاطر لكنها تكبر وتصبح نائبة وتدافع بكل قوتها عن حقوق المرأة .
هل يعني كلامك أن «الجايدة» هو تكريم لمسيرة سلمى بكار؟
لا ليس تكريما، بدليل أن هناك من نصحني بأن أجسد المشهد الأخير في الفيلم، لكني رفضت أولا لاني لا أمتلك الجرأة للوقوف أمام الكاميرا رغم أنه كانت لي تجربة في مسلسل درامي سابقا وأقنعني المخرج حينها أن ذلك الدور هو تكريم لمسيرتي، بمعنى أني قبلت التكريم من شخص آخر لكني أرفض تكريم نفسي، وفي الجايدة، اكتفيت بتوظيف صوتي نهاية الفيلم ، لأقول إنّه تجربتي الخاصة، مع العلم أني اعتمدت على مداخلاتي في مداولات مجلس النواب سنة 2012، أي أنّ ما قلته آخر الفيلم هو نفس الكلام الذي دافعت به عن حقوق المرأة ومكاسبها تحت قبة المجلس، عموما في «الجايدة» جمعت بين الواقع والخيال، فكان التوثيق لحقبتين من تاريخ تونس في شريط سينمائي، وهو ما دفعني أيضا الى دعوة زملائي بالمجلس التأسيسي الى تصوير المشهد الأخير تحت قبة المجلس .
استعمار المجتمع الذكوري للمرأة في حقبة ما، هل ترين أنه موضوع قد يفيد المجتمع التونسي اليوم؟
أعتقد أن جزءا كبيرا من الشعب التونسي لم يدرك حجم الخطر الذي كان يحدق بنا سنة 2012، لكن وبحكم قربنا نحن النواب من الكواليس وممّا كان يحاك داخل المجلس التأسيسي كنا ندرك ذلك الخطر، وكيف كانت الأغلبية داخل المجلس تحاول إرساء قوانين تعتمد على الشريعة منها دفاعهم عن تعدد الزوجات وعدم المساواة بين المرأة والرجل والغريب في الأمر أن نساء نائبات وتحديدا من حزب حركة النهضة كن يدافعن على هذه القوانين، عموما خوفنا لم يكن خوفا وهميا، لذلك حاربناهم وتصدينا الى كل محاولات الاعتماد على الشريعة في الدستور، ولو لم نقف صفا واحدا ضدهم لما رأينا اليوم الفصل الأول من الدستور ولا الفصل الثاني الذي يقر بمدنية الدولة او السادس الذي ينص على حرية الضمير او الفصل 21 الذي ينص على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة.
رغم انتصارك على أرض الواقع، فانك أصررت على انجاز فيلم «الجايدة»، لماذا؟
ذكرت في نهاية الفيلم اربع جزئيات هامة وهي الغاء المحاكم الشرعية وصدور مجلة الأحوال الشخصية، ثانيا ارساء الدستور التونسي، ثم سن قانون تجريم العنف المسلط ضد المرأة الذي تمت المصادقة عليه في جويلية 2017، واخيرا بعث لجنة 13 أوت 2017 التي تهتم بالقوانين الضامنة للمساواة بين المرأة والرجل، لتكون آخر عبارة  بالفيلم هي «ويتواصل الحلم» ، أي أن حلم النضال مازال متواصلا طالما هناك تهديدات تتربص بنا، ورغم كل المكاسب التي حاربنا من أجلها، فاننا لا يجب ان نغفل ولو للحظة لأن العدو متأهب.
لماذا تغاضت سلمى بكار عن دور المرأة في تحرير البلاد واكتفت بتسليط الضوء على الظلم المسلط عليها، ألا ترين أنك ظلمت المرأة المناضلة في تلك الحقبة في المقابل أظهرت صورة المرأة المضطهدة؟
تحدثت عن هذه المرأة في أفلامي السابقة على غرار فيلم « فاطمة 75»، الذي ذكرت فيه نضال النساء ضدّ الاستعمار، لكن وفي الجايدة لولا تلك المرأة المضطهدة في دار جواد لما اعتبر الجيل اللاحق، اضافة الى كون المرأة في دار جواد هي المرأة التي تجرأت على قول «لا» للرجل، هي المرأة الصامدة وفي صمودها نضال وهي المرأة التي زرعت في الأجيال اللاحقة معنى التحدى والمثابرة.
ألا ترين أنّ ربطك تحرر المرأة بعودة بورقيبة في جوان 1955، فيه كذلك نوع من التجني على نضالات المرأة التونسية؟
هذا ما لامني عليه البعض، لكن لعلمكم فقط أنا كنت من المعارضين لبورقيبة وسلطت عليّ الرقابة في عهده، كما أنّي لا أناشده من خلال هذا الفيلم فبورقيبة مات، لكن هذا لا يعني ألا أدافع على الفكر البورقيبي، لأني أعتبر نفسي من حاملي هذا الفكر صحبة جيل كامل، وتمكننا من محاربة الأفكار الرجعية بعد الثورة وهذا يعود الى تشبعنا بهذا الفكر.
اتهمت بتحريف جزء من تاريخ تونس، بحديثك عن حاكم الدريبة واعتماد المذهبين المالكي والحنفي معا؟
في المحكمة الشرعية كان هناك مجلسان أحدهما يعتمد المذهب المالكي والآخر المذهب الحنفي، وهذا أعلمه جيدا لكن ولأسباب دراماتورجية بالأساس جمعت المذهبين معا في مشهد كاريكاتوري، ومن حقي كمخرجة وصاحبة العمل أن أصور الأحداث بالطريقة التي اراها مناسبة، ثم أنا لم أنجز شريطا وثائقيا لأكون دقيقة في نقل الأحداث .
ما مردّ الضجة التي أثارها الفيلم إثر عرضه في مصر؟
ما حدث لم يكن مهما، لكن الصحافة المصرية هولت المسألة بعض الشيء، حيث أثناء العرض واثر تمرير عبارة المساواة في الارث نهاية الفيلم انفعل احد المشاهدين واتهمني بالكفر، فما كان مني سوى أن اجبته بهدوء أن لكل منا أفكاره التي يدافع عنها، ولحسن الحظ أن كل الحضور لاموا هذا الشخص وانتهى الموضوع، لكن بعض وسائل الاعلام خلقت من الحادثة موضوعا للنقاش، وهنا أشير الى مسألة هامة حيث تأكدت اثر عرض الفيلم في مصر أن العديد من النساء المصريات تأثرن به وعبرن عن ذلك مما يعني أن «الجايدة» تطرق الى وضعية المرأة بصفة عامة لا فقط التونسية .
لننهي مع «الجايدة» هل ترى سلمى بكار أن حرية المرأة التونسية اليوم مهددة؟
مهددة اذا لم يستوعب المجتمع ان الخطر قريب منا وأن الأفكار الرجعية بالمرصاد لاستغلال أيّ فراغ ، فأنا أعرف هذه الفئة من المجتمع عن قرب وعايشتهم وأعرف جيدا كيف يفكرون، ومن المستحيل ان أغيّر رأيي فيهم بتغير مضمون خطابهم السياسي الذي فرض عليهم، ومن المهم اليوم معرفة أن هذه الأطراف تمكنت في فترة حكمهم من زرع أفكارهم الرجعية  لدى جزء كبير من المجتمع وهنا استحضر عبارة احد نواب حركة النهضة حين قال نحن مهتمون بالأجيال القادمة لذلك يجب ان نقاوم ما تحاول هذه الاطراف ترسيخه في الاجيال لا فقط بالسياسة بل بالتربية والثقافة.
وانت تتحدثين على نواب النهضة، كما سبق وان حدثتنا عن نضالك انت وزملائك بالمجلس التأسيسي ضد محاولات البعض فرض افكارهم الرجعية، ألا ترين اليوم ان هناك نوع من الاجحاف في حق النواب المؤسسين ؟
لا انكر وجود نوع من التنكر لمجهود نواب المجلس التأسيسي وهو ما لامسناه لا فقط من قبل نواب اليوم بل حتى من اعلى هرم بمجلس النواب، لكن هذا لا ينفي ان نواب المجلس التأسيسي كانوا يحملون مشاريعا وأفكارا بمن فيهم نواب حركة النهضة، اما اليوم لا نرى سوى المصالح الذاتية والحزبية هي التي تسيطر على مجلس النواب، في السابق كنا نتجادل بالساعات حول كلمة قد تحمل اكثر من دلالة في الدستور وهو ما جعل من الشعب التونسي يتابع مداولاتنا ويهتم بها اما اليوم فلا نرى هذا الاهتمام، عموما كانت رهاناتنا تحوم حول مستقبل البلاد اما اليوم فالرهان الوحيد لنواب الشعب هي مصالحهم .
«اليسار الكبير» ائتلاف لم تتوضح ملامحه بعد، لماذا؟
مع الأسف، لم نتعود بعد على الديمقراطية كما أن «الأنا» الأعلى لبعض قيادات الأحزاب اليسارية، هي التي أضرت بصورة اليسار في تونس، فهذه القيادات لا تأمن أنه بمفردها لن تتمكن من تحقيق اي نتائج تذكر دون الاعتماد على المجموعة، صحيح أننا اجتمعنا 11 حزبا لخوض الانتخابات البلدية، لكن والى حد هذه اللحظة لا ارى لحمة لأن كل حزب يبحث عن مصالحه الخاصة.
ماذا يعوز اليسار التونسي لفرض نفسه بالساحة السياسية ؟
فقط لو تزول ـ كما ذكرت سابقا ـ « الأنا» الأعلى لبعض القيادات اليسارية، وتتحد القيادات مع القواعد، لقد بان بالكاشف أن هذه القيادات لا تفكر سوى في مصالحها الشخصية منها كيفية الوصول الى انتخابات 2019 وغيرها .
ماذا لو نفهم منك مسار حزب «المسار» بوضوح، وموقفه النهائي من البقاء في حكومة الشاهد من عدمه ؟
توجد وجهات نظر مختلفة داخل حزب المسار، حيث هناك من يرى أنه كان من الأفضل عدم الدخول في حكومة الشاهد، وآخرون يرون أن وجود الحزب في الحكومة أمر ضروري وطرف ثالث وأنا منه يرى أن مساندة الحكومة أمر ضروري لكن يجب انتقادها عندما تخطئ، فنحن اليوم لا يجب ان ننكر ان حكومة الشاهد فشلت في جزء كبير من مهامها رغم كل المجهود الذي بذلته، وهذا الفشل لا يعود الى انعدام الارادة لدى الشاهد او بعض وزراءه بل لأن أطراف أخرى تحاول عرقلتها ومنعها من التقدم .
من هي هذه الأطراف؟
لوبيات الفساد، وخاصة تلك الموجودة داخل الأحزاب الكبيرة في البلاد، ولاكون صريحة أقول لوبيات الفساد داخل النهضة والنداء، فيوسف الشاهد يحارب اليوم لوبيات تريد عرقلته من داخل حزبه الذي كان يجب عليه مساندته لا العكس . وهذه اللوبيات لا تريد مواصلة الشاهد حربه ضدّ الفساد، عموما الأغلبية داخل حزب المسار رأت أنه لا يجب مغادرة الحكومة اليوم، بل علينا مساندتها الى آخر لحظة، رغم أننا كنا ننتقد أداءها ولازلنا .
حسب رأيك، الى أي مدى ستصمد حكومة الشاهد ؟
أتمنى أن تصمد، لسبب بسيط وهو أني لا أرى أي بديل على الساحة اليوم، وعموما عمر هذه الحكومة لن يستمر اكثر من سنة لذلك فلننتظر عوض البحث عن بديل حيث ان مشكلتنا منذ الثورة الى اليوم هو عدم الاستمرارية، من جهة أخرى أنا آمنت بيوسف الشاهد كشاب يبحث عن الحلول واعتقد ان وجوده على رأس هذه الحكومة أفضل بكثير من تنصيب شيخ آخر على رأسها، فتونس حققت اكتفاءها من الشيوخ.
يقال أن من بين أشد المعارضين لانسحاب المسار من حكومة الشاهد هو سمير بالطيّب؟
هذا طبيعي، لأن سمير يعرف جيدا الكواليس وما يحدث فيها، ويلعب دورا هاما في انقاذ البلاد، كما أنه يؤمن بيوسف الشاهد وبمحاولاته ومجهوده في محاربة الفساد .
بصفة عامة ماهو تقييمك لحكومة الشاهد؟
الشاهد حاول الاجتهاد، لكن  وللأسف لا يخفي على أحد أنه يتلقى طعنات لا من الخارج فحسب بل ومن داخل حزبه أيضا، من جهة أخرى كنا نعتقد أن حكومته هي حكومة وحدة وطنية بعيدا عن المحاصصة الحزبية لكن ما نراه اليوم لا يعكس ذلك خاصة بعد انضمام كل من وزير الثقافة ووزيرة الشباب والرياضة ووزير التربية الى نداء تونس، وهذا الأمر مؤسف جدا .. فبهدف الفوز بالانتخابات البلدية بات كل شيء مسموح به .
تتحدثين وكأن نتائج الانتخابات البلدية معلومة من الآن ؟
بطبيعة الحال، فنداء تونس يمتلك السلطة والنهضة تمتلك الأموال والتي لا نعلم مصدرها الى حد الآن، وبالتالي فملامح نتائج الانتخابات واضحة.
لماذا لم يتقدم حزب المسار في الانتخابات البلدية بقائمات خاصة به؟
لأنه خيّر المشاركة في هذه الانتخابات بطرق مختلفة منها أنه ضمن القائمات المترشحة عن الاتحاد المدني الذي يضم 11 حزبا، وبالتالي سيساند المسار أكثر من 40 قائمة مترشحة عن الاتحاد، من جهة أخرى تقدم حزبنا بقائمات مستقلة، مع العلم أنه سيساند كذلك قرابة 22 قائمة مستقلة .
بصفة عامة ماهي توقعاتك لنتائج الانتخابات البلدية؟
كل ما أتمناه هو أن تفرز هذه الانتخابات نتائج متوازنة حتى لا يسيطر الفكر الواحد وأحزاب بعينها على المجالس البلدية .
المساواة في الميراث، موضوع طفى مؤخرا على السطح وأثار ضجة كبرى، فما تعليقك حول الأحداث الأخيرة؟
شخصيا، أعتبر ما جدّ مؤخرا خطوة تحمل الكثير من الايجابيات أهمها أننا تمكنا أخيرا من فتح نقاش جدّي حول هذا الموضوع بعيدا عن لغة التكفير، ومن الايجابيات الأخرى هي أننا تمكنا من تجاوز الخوف، فأنا أتذكر كيف كنا نخشى التطرق الى هذا الموضوع تحت قبة المجلس التأسيسي، رغم مصادقتنا على الفصل 21 من الدستور الذي يقر بالمساواة التامة بين المواطن والمواطنة، وبالتالي فالدستور التونسي يقرّ بهذه المساواة، وبرأيي من لا يعترف بالمساواة في الميراث فهو لا يعترف ضمنيا بما جاء في دستور البلاد .
ألا ترين أن هذا النقاش بيزنطي ونخبوي بعض الشيء خاصة لما تعيشه بلادنا من مشاكل وقضايا متعددة؟
أعتقد أن أكثر فئة مضطهدة في المجتمع التونسي هي المرأة وبالتالي يجب أن ندافع عن كل حقوقها بما فيها المساواة في الميراث لضمان حقها، من جهة أخرى أرى أنه حان الوقت لطرح هذا الموضوع والنقاش فيه بعد أن زال الخوف . وعموما قد لا يتحقق مطلبنا اليوم لكن مجرد الحديث فيه يعد نقطة ايجابية
كيف تلقيت خبر تصنيف تونس ضمن القائمة السوداء لتبييض الأموال؟
هذا الأمر محزن، لكن أعتقد أن هذه الخطوة ستكون لها تأثيرات ايجابية تتمثل في دفع رئيس الحكومة الى الانتقال الى السرعة القصوى، والكشف عن رؤوس الفساد لا الاكتفاء بسجن شفيق جراية وسمير الوافي دون معرفة مصيرهما، صحيح أن نية محاربة الفساد متوفرة لكن والى اليوم وبعد عام ونصف من عمل الحكومة لم نر أي نتائج تذكر خاصة تلك المتعلقة بوثيقة قرطاج.
اهتزت بلادنا مؤخرا على أخبار إحراق مبيتات مدرسية كيف رأيت ردة فعل الحكومة تجاه هذا المصاب؟
أتمنى أن تتحقق أمنيتي يوما وأرى مسؤولا يستقيل من منصبه اثر وقوع فاجعة كهذه .
التحاق بعض الوجوه الفنية بعالم السياسة، كيف تقيمينه؟
«عادت حليمة الى عادتها القديمة» من المؤسف أن أرى اليوم من طرق أبواب النهضة بالأمس يلتحق بنداء تونس اليوم، وعموما هذه التصرفات تذكرني بممارسات العهد البائد وهو ما لم أكن أتمناه.
لكنك فنانة والتحقت بعالم السياسة؟
بالتحاقي بعالم السياسة لم أختر حزبا قويا أو صاحب نفوذ بل المبادئ كانت وراء اختياري لحزبي وهنا يكمن الفرق .
السياسة لعبة قذرة، هل سلمت سلمى بكار من قذارتها وهل ندمت على هذه التجربة ؟
اطلاقا لم أندم، لأن هذه التجربة أضافت لي الكثير كما أن ضميري مرتاح، من جهة أخرى من المجحف القول أن السياسة لعبة قذرة، حيث هناك  من لم تتلطخ يداه بقذارتها.
في كلمة ماذا تقولين لـ :
رئيس الجمهورية ؟
لا تجاري الرياح ولتكن لك مواقف واضحة..
يوسف الشاهد؟
واصل مهامك ولا تدع الفشل يؤثر عليك والتزم بمبادئك مهما خذلك الأقربون..
النواب؟
لا تخذلوا من أنتخبوكم...
اليسار التونسي؟
يجب أن يتحد وأن يتعلم من الصفعات السابقة
المرأة التونسية؟
ارفعي رأسك  ولا تتراجعي او تفرطي في مكاسبك..
اهل الثقافة؟
اهتموا بالثقافة فقط..
وزير الثقافة؟
ليهتم هو الآخر بالثقافة بعيدا عن السياسة..
الجيل الجديد من السينمائيين؟
عجلة الحياة تستمر لكن هذا لا يعني اقصاء السابقون
أنجح وزير في حكومة الشاهد؟
سمير بالطيّب، وأود توجيه لفتة حب وتقدير الى روح سليم شاكر
وأفشلهم؟
كثيرون، ومن المؤسف اليوم أن يقال وزير فاشل ويتم وضعه في خطة أخرى...
الجايدة وبعد؟
أعد لانجاز فيلم يحوم حول 3 نساء وتدور احداثه بعد الثورة، واخترت ان يكون اطاره الزماني أيام اعتصام الرحيل، وسأتطرق فيه الى كل الظواهر الاجتماعية التي انتشرت انذاك سأتحدث فيه عن الأزلام والثوريون والنساء اللاتي تورطن في جهاد النكاح والاغتيالات السياسية والارهاب وغيرها من الاحداث، ولعل اختياري لتلك المرحلة هو أني عشت أيام اعتصام الرحيل صائفة 2013 حلم كبير، من خلال العزيمة التي لامستها في المجتمع التونسي الذي انتفض ضد الأفكار الرجعية...
رسالتك؟
حبوّا هذه البلاد وحافظوا عليها...

حاورتها: سناء الماجري